كشف مدير عام الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية د. سليمان شمس الدين عن تبني الهيئة للمشروع الخيري الشبابي «ادفع دينارين.. واكسب الدارين» للسنة الثانية على التوالي تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، لافتا الى ان هذا المشروع، الذي يقوم عليه بشكل كامل مجموعة من الشباب المتطوعين، يهتم بالمشاريع الخيرية التعليمية في الدول الإسلامية الفقيرة.
واوضح شمس الدين خلال زيارته مع وفد الهيئة وفريق مشروع «ادفع دينارين.. واكسب الدارين» لــ القبس حيث استقبلهم رئيس التحرير الزميل وليد النصف في اطار الحملة الإعلامية للتعريف بالمشروع من خلال شرح اهدافه لايصال الصورة الحقيقية للجمهور عن طريق وسائل الاعلام المختلفة، مؤكدا الدور المهم والايجابي الذي يلعبه الاعلام في انجاح مثل هذه المشاريع الخيرية.
وبين ان المشروع اقام في عامه الأول مشروع معهد الطالبات في مدينة نيتشوان في جمهورية الصين، ويخدم ما يقارب من 750 طالبة بتكلفة وصلت الى 350 الف دينار، موضحا ان المشروع الحالي لهذا العام هو بناء مدرستين؛ الاولى للبنات في قرية صباح الاحمد الخيرية في مدينة قاروت، والثانية للأولاد في مدينة فونوروجو في محافظة سولو في اندونيسيا.
واشار الى ان الوفد الطلابي المكون من 40 طالبا وطالبة مع محارمهم، والذي يشرف على اقامة المشروع يتوجه الى اندونيسيا اليوم بالتنسيق مع سفارة الكويت في اندونيسيا.
المشاريع الشبابية
وبين ان الهيئة الخيرية، من خلال تبنيها مثل هذه المشاريع الخيرية الشبابية اخذت بالمنهج العلمي المبني على استشراف المستقبل والاخذ بآليات وأسباب بلورة الرؤية المنشودة للمرحلة المقبلة، لا سيما ان احد ابرز اهداف الهيئة هو المساهمة في نمو المجتمعات والافراد عبر اطلاق مشاريع انتاجية، وصولا الى التنمية المستدامة، مع التركيز على العنصر البشري.
ولفت الى ان الهيئة في سبيل انجاز مشاريعها الخيرية تتواصل مع شرائح متنوعة من أصحاب الخير والعطاء من الافراد الذين يقارب عددهم 40 الف متبرع ممن تتواصل معهم الهيئة بشكل دوري، مشيراً الى ان عدد المتبرعين وصل الى ما يزيد على 200 ألف في برامج الاغاثة حول العالم، الى جانب العديد من المؤسسات الداعمة.
سمعة
وأوضح شمس الدين انه ونظراً لما حققته الهيئة من سمعة وقبول واسع لدى مختلف الشرائح من أفراد ومؤسسات، فقد عملت الهيئة على التواصل مع الشرائح المرشحة للعمل بنظام وآلية التطوع، والتي كان في مقدمتها شريحة الشباب وبالذات من هم في المرحلة الجامعية، وعلى الجانب الآخر فقد بلورت الهيئة برنامجاً يشارك فيه المتطوعون ممن هم في سن التقاعد، ولديهم شريحة واسعة من العلاقات، بما يمكنهم من تسويق برامج ومشاريع الهيئة لهذه الشرائح.
واضاف: ومن بين هذه البرامج التي حققت نجاحاً خلال فترات وجيزة هو مشروع «ادفع دينارين.. واكسب الدارين» وهو مشروع تم البدء فيه في شهر أكتوبر من عام 2010، بهدف تشجيع طلاب ومؤسسات التعليم العالي على التطوع في تسويق البرامج والمشاريع التعليمية من خلال حث زملائهم على المساهمة باستقطاعات شهرية رمزية، وببذل الجهد التطوعي لدعوة الآخرين لدعم المشاريع التعليمية في الدول الفقيرة، وقد حقق المشروع خلال عام ونصف العام استقطاعات لعدد 1600 طالب.
وتابع: كما تمخض هذا العمل التطوعي عن تحرك طلابي للحصول على تبرعات لدعم انشاء معهد للطالبات في جمهورية الصين الشعبية، حيث تمكن ما يقارب 20 طالباً من جمع مبلغ يصل الى 300 ألف دولار أميركي خلال شهر رمضان الماضي لمصلحة المشروع، مقابل مكافأة تمثلت في رحلة خيرية ثقافية سياحية لهؤلاء الطلاب، والتي تم الحصول على موافقات لجعلها رحلة خيرية شبابية سنوية.
انتقاء المتطوعين
وأشار الى العديد من البرامج والمشاريع الخيرية الحيوية الأخرى التي تتبناها الهيئة مثل برنامج المتطوع المتميز، حيث تعمل الهيئة من خلال هذا المشروع على انتقاء عدد من المتطوعين المتميزين وتوفير التسهيلات الادارية لهم بما يسهل اعمال تواصلهم مع المتبرعين من أفراد ومؤسسات داعمة، حيث تراوحت المبالغ التي تمكن هؤلاء المتطوعين من جلبها بين 1.5 الى 6 ملايين دولار خلال عام واحد لبعض منهم. وأوضح ان الهيئة تتبنى كذلك مشروع الشفيع، الذي تعمل من خلاله على تبني احد المتطوعين لبرنامج يعنى بفئة الشباب لتمكينه من حفظ كتاب الله تعالى بكامله مع تزويده بمبادئ العلوم الشرعية تحت مسمى «مشروع الكفيل» بالاضافة الى العديد من برامج ومشاريع التنمية والاغاثة حول العالم، والتي تسعى الهيئة من خلالها الى الانفاق قدر المستطاع وفقاً للتوزيع الجغرافي لتحقيق المستوى الافضل في تلبية متطلبات تنمية المجتمعات المستفيدة من برامج ومشاريع الهيئة، حيث تم توزيع دول العالم الى عشر مناطق بحيث يتم توجيه المتبرعين تجاه دعم البرامج والمشاريع لمصلحة المجتمعات الاشد فقراً.
وبين شمس الدين ان الهيئة تحرص على الانفاق من مبالغ التبرعات وفقاً لنوعية البرامج والمشاريع، حيث عملت على تحديد مسميات لبرامجها ومشاريعها تتوافق مع ما هو معمول به في مؤسسات التنمية، حيث حددت هذه المسميات بالمشاريع التعليمية والصحية والاجتماعية بالاضافة الى المشاريع الثقافية والدعوية والمشاريع الانتاجية واخيراً المشاريع الاغاثية.
خطة استراتيجية
ولفت الى ان الهيئة انجزت خلال العامين الماضيين عملاً تطويرياً مهماً تمثل في اعداد خطة استراتيجية لفترة السنوات الخمس القادمة، متضمنة صياغة للمكونات الاساسية للخطة، من الرؤية المستقبلية والرسالة ومجموعة قيم العمل، بالاضافة الى مجالات العمل التي تعمل الهيئة على تنفيذ برامجها ومشاريعها وانشطتها من خلالها.
وتابع: كما شمل العمل الاستراتيجي مراجعة لجميع لوائح الهيئة وانظمتها الادارية والمالية، ونظراً للتوسع الذي حققته الهيئة في برامجها ومشاريعها التنموية، فقد استلزم ذلك تطوير آليات وتقنيات نظم المعلومات لاحداث نقلة نوعية في الانظمة من خلال تصميم منظومة متكاملة تلبي جميع المتطلبات الادارية والمالية والفنية لاعمال الهيئة، بالاضافة الى اعطاء اولوية قصوى في تقييم واقع مكاتبها الموزعة على 12 دولة من خلال زيارات تقييم.
واوضح شمس الدين ان الهيئة تتواصل محلياً مع جميع المؤسسات الرسمية والاهلية ذات العلاقة بالبرامج والمشاريع الخيرية وفي مقدمتها وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية وبيت الزكاة والامانة العامة للاوقاف، بالاضافة الى التواصل على المستوى الاقليمي والدولي، حيث لدى الهيئة برامج مشتركة ومذكرات تفاهم مع العديد من المؤسسات والهيئات ومن ضمنها منظمة المؤتمر الاسلامي ورابطة العالم الاسلامي.
مشروع الدينارين
من جهتها، قالت مديرة المشروع الطلابي «ادفع دينارين.. واكسب الدارين» سمية الميمني: تتلخص فكرة المشروع في أن يدفع كل طالب بأي مؤسسة تعليمية دينارين شهرياً من خلال استقطاع بنكي، وذلك لتحقيق أكبر مشروع طلابي خيري في العالم، حيث يتم استخدام المبالغ والمساهمات في البرامج والمؤسسات التعليمية في مختلف دول العالم، التي لا تتيح فرص التعليم لأبنائها بسبب الفقر والحاجة.
وبينت ان رؤية المشروع هي إنشاء 5 مراكز تعليمية في 5 قارات مختلفة بالعالم خلال 5 سنوات، من خلال رسالة المشروع وهي تقديم أول نموذج خيري فريد من نوعه من قبل شباب الكويت لطلبة العالم، لافتاً إلى ان المشروع يهدف إلى زرع مفهوم العطاء وروح العمل الخيري في نفوس الطلبة، وتشجيع الطلبة على المنافسة في الأجر والثواب من خلال هذه المساهمة المالية، بالإضافة إلى التأكيد على مبدأ «قليل دائم خير من كثير منقطع» في جميع المجالات وتثقيف العالم ودعم الحركة التعليمية من خلال همة شبابية متوقدة.
أعضاء الوفد
مثّل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في زيارتها لـ القبس كل من: مدير عام الهيئة د. سليمان شمس الدين، ومدير لجنة آسيا ومدير تنمية الموارد البشرية في الهيئة عبدالرحمن العوضي، والمنسق الإقليمي - شرق آسيا - أندونيسيا أحمد الهولي. ومثل فريق مشروع «ادفع دينارين.. واكسب الدارين» مديرة المشروع ومسؤولة العلاقات العامة والإعلام في الهيئة سمية الميمني ومسوقة المشروع حنان الكندري.