بلا منازع أو مقارنة تشهد صالونات تجميل السيدات خلال الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل ازدحاماً استثنائياً عن بقية أيام ومواسم العام نظراً لبدء العد التنازلي لحلول عيد الفطر المبارك، حيث تتهافت السيدات على كافة خدمات وعروض الصالونات، وبالتالي تعلن صالونات تجميل السيدات حالة الاستنفار التي تغلب على معظمها، مما يجعلها تستمر حتى الساعات المتأخرة من الليل، وقد تتواصل ساعات الدوام في ليلة العيد حتى الفجر، وتضطر كثير من مالكات الصالونات من مضاعفة عدد موظفيها باستقطاب أيد خبيرات متعاونات قبيل فترة العيد فقط.
يصاحب هذا المشهد ظاهرة متوقعة، ترتفع فيها أسعار الصالونات للنصف أو الضعف، وأخرى تصل نسبة ارتفاعاها حتى %200، فتجني بذلك قبيل العيد بأيام معدودة محصول عامها بأكمله، أو على الأقل تعوض مواسم الركود التي ما كانت تشهد فيها سوى عدد محدود من السيدات، فضلاً عن شكاوى السيدات المتزايدة التي تأتي لتؤكد أيضاً استغلال الصالونات مواسم الأعياد، فترفع من أسعارها بشكل ملحوظ ومبالغ فيه، لاسيَّما على الخدمات الرئيسة التي يكثر الإقبال عليها قبيل العيد، ومنها الحناء، وقص وصبغ واستشوار الشعر وحف الحواجب.
حجز موعد في الصالون «مستحيل» من شدة الضغط على صالونات تجميل السيدات الفترة الحالية يصعب حجز موعد على الهاتف مع الكوافيرة، ومن تود بإحدى خدمات الصالون ما عليها إلا المجيء باكراً حتى تحصل على دور مبكر قدر الإمكان، وهذا ما تؤكده إحدى زبونات أحد أشهر صالونات التجميل عائشة عبدالعزيز وتقول عن إمكانية حجز موعد قبل المجيء للصالون «مستحيل.. يصعب حجز موعد يجب أن نذهب مباشرة ثم كل واحدة وحظها في الدور.. فعندما اتصلت بالصالون الذي أعتاد عليه ردت علي الكوافيرة: بسبب الضغط الكبير يصعب حجز مواعيد محددة الآن، فيجب أن تأتي باكراً قدر المستطاع لكي تجدي دوراً، وعموماً نحن لن نقفل الصالون حتى ننتهي من جميع الزبونات الموجودات». ذكرت بعض الأسعار التي تم الاستفسار عنها والتي توحي بمبالغتها، مقارنة ببقية الأيام، فعندما سألت عن أسعار الاستشوار -الأكثر طلباً قبيل العيد- ردت إحدى الكوافيرات بالقول: «السعر يحدد بحسب طول الشعر ونوعيته، فيجب أن تراكِ الكوافيرة أولاً، لكن إن كان شعرك طويلاً كما تقولين فقد يكلفك بين 180 إلى 200 ريال، ولو طوله متوسط سيكون السعر أقل إن شاء الله». وبخصوص أسعار الحناء ترد «بالنسبة للحناء إن كنتِ تودين الرسم على الكفين من جهة واحدة فقط إلى حد المعصم (أي لحد ساعة اليد) فهذا بـ80 إلى 90 ريالا حسب النقشة، أما إذا تجاوزتِ المعصم فسيتجاوز السعر 100 ريال، وفي حال وصل رسم الحناء للمرفقين لن يقل السعر عن 200 ريال».
أسعار الصالونات مبالغ فيها السيدة أم يوسف ذهبت إلى الصالون قبل يومين استعداداً لحلول عيد الفطر المبارك وترى أن الصالونات في قطر بطبيعتها غالية الثمن مقارنة بصالونات الدول المجاورة ومبالغ فيها إلى حد الاستغلال، وتوضح: «أكثر الخدمات التي تتلاعب صاحبات الصالون في سعره هو قص وصبغ واستشوار الشعر، فعلى مستوى الأيام العادية عندما أذهب لأقص وأستشور شعري تطلب مني الكوافيرة سعرا مختلفا عن سعر الشهر الذي سبقه، حتى في نفس الصالون، والسبب الرئيس يعود إلى أن السعر يحدد بطول الشعر حسب تقدير الكوافيرة، لذلك تقفز الأسعار أحياناً للضعف قبيل ليلة العيد، بحجة أن هذه شعرها طويل والأخرى شعرها خشن.. وهكذا، فمثلاً بالنسبة لي، ورغم أن شعري متوسط الطول، فإني بالعادة أدفع 150 ريالا على استشواره، أما قصه فحسبت علي 90 ريالا». وتصف أم يوسف مشهد الصالون الذي ذهبت إليه قبيل أيام بالقول: «عندما ذهبت الساعة الرابعة والنصف اعتقدت أنني وصلت باكراً، وأول زبونة سيأتي دورها، لكني وجدت الصالون مزدحما، خصوصاً في زاوية حف الحواجب، فكانت تسبقني حوالي 6 زبونات، أما الباديكير والمانيكير فكان دوري الرابعة تقريباً، ودفعت على حف الحواجب 45 ريالا، وعلى الباديكير والمانيكير 180 ريالا».
الصالونات تستعد للأعراس خلال العيد وبعده تلفت بعض السيدات إلى أن في أيام العيد وما بعدها تعاود مناسبات الأفراح بالحلول فينتظر البعض انتهاء شهر رمضان لعمل حفلات الخطبة أو الزواج، فتقول هبة عبدالرازق: «عرسي سيكون بعد العيد بيومين، ولاحظت أن الأسعار الخاصة بالصالونات المعروفة غالية، حيث وصل سعر ماكياج العروس عند أحد هذه الصالونات إلى أربعة آلاف ريال وتسريحة الشعر بألف، وفي حال جاءت الخبيرة لتجهيزي في البيت، يصبح السعر الضعف، أي الماكياج بثمانية آلاف ريال والتسريحة بألفين، أما بالنسبة لأسعار الصالونات العادية فيتراوح سعر ماكياج وتسريحة العروس معاً بين ثلاثة إلى أربعة آلاف ريال». وفي هذا الصدد تقول الكوافيرة رنا سعيد حول مدى إقبال السيدات حالياً على الماكياج أو حجز مواعيد الأفراح في العيد بالقول: «بالفعل تكثر الأفراح بعد اليوم الأول من العيد أو ما بعد العيد مباشرة، والحجوزات لا تقتصر على وضع الماكياج وإنما يشمل إقبالهن على كافة خدمات الصالون، أما بالنسبة للمناسبات الخاصة في العيد فيصاحبها حجوزات خاصة مثل تسريحات الشعر والماكياج تزامناً مع موسم الأفراح، ونلاحظ إقبالاً كبيراً جداً من قبل القطريات على الماكياج، ولا تقتصر فقط على مناسبات الأعراس، فتأتينا فتيات لمناسبات أعياد الميلاد والنجاح، وفي المناسبات الكبيرة كالأعراس والخطوبة تفضل كثير من الفتيات مجيء الخبيرة إلى المنزل، وحينها يصبح السعر ضعف السعر العادي في الصالون». وتقول حول أسعار الماكياج التي تأكد أنها ظلت ثابتة هذه الفترة دون ارتفاع: «سعر الماكياج العادي لا يقل عن 500 ريال، أما للفتيات الصغيرات ممكن أن نحسبه بـ300 ريال لو كان بسيطاً، أما بالنسبة لماكياج العروس مثلاً، فيبدأ من أربعة آلاف ريال فما فوق، وفي حال جاءت الخبيرة لتجهيز العروس في البيت، يصبح السعر الضعف، أي الماكياج بثمانية آلاف فما فوق، وغالبية القطريات يحبذن مجيء الخبيرة للبيت».
عيد الفطر موسم الربح الأكبر «الإقبال كبير جداً هذه الفترة حتى إنني لا أستطيع تقدير عدد الزبونات اللاتي يدخلن علينا خلال هذه الأيام منذ الصباح الباكر حتى الساعات المتأخرة من الليل، وكل يوم يزيد الإقبال أكثر من الذي سبقه، ففي الأيام العادية كان دوامنا منذ الساعة 9 حتى 12 ظهراً، ونستكمل الدوام من الساعة 4 إلى 9مساء، لكن خلال هذا الأسبوع أصبحنا نداوم منذ الساعة التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساء بشكل متواصل دون انقطاع، وفي حال تزايد عدد الزبونات نستمر لما بعد التاسعة، أما ليلة العيد فهي استثنائية، ودائما نستمر بالعمل فيها حتى الفجر».. تقول نادية الشريف (مدير صالون). وتؤكد الشريف أن دخل الصالون يزيد خلال هذه الفترة التي تسبق العيد لأضعاف الدخل الذي يجنيه خلال العام، وتوضح «قد تصل أرباحنا فقط خلال الأسبوع الذي يسبق العيد لما يوازي أرباح 5 أشهر نعملها خلال العام، فدخلنا الرئيس والأكبر نحصله خلال عيدي الفطر والأضحى، لكن يبقى الإقبال أكثر في عيد الفطر مقارنة بعيد الأضحى، والسبب يعود إلى أن عيد الفطر هو العيد الأول خلال العام، وتسبقه فترة طويلة دون مناسبات، فيأتي عيد الفطر فرصة لتجدد فيه السيدة مظهرها، خصوصاً في قصات الشعر والصبغات، أما عيد الأضحى فيأتي بعد مدة قصيرة من مرور عيد الفطر، هذا عدا أن كثيرا من السيدات يذهبن لأداء فريضة الحج والتعبد، ويكثر فيه السفر». ويشمل الإقبال كافة الفئات ولا يقتصر على مرحلة عمرية معينة كما وتؤكد مديرة الصالون، وتتابع: «أكثر الفئات العمرية إقبالاً من غيرها تتراوح بين 20 إلى 40 سنة، لكن بوجه عام الإقبال يشمل الأطفال من سن خمس سنوات حتى السيدات في سن الخمسينيات، وأكثر شيء يتركز عليه الإقبال قبيل العيد بأيام حف الحواجب، وصبغ الشعر والحناء، أما في ليلة العيد فيزيد الإقبال على استشوار الشعر تحديداً وبشكل كبير جداً». وبخصوص رفع الأسعار تفيد الشريف «دون أدنى شك تستغل غالبية صالونات التجميل هذه المناسبة لترفع من أسعارها، ويوجد منها من لا تكتفي برفعها بنسبة معينة أو للنصف مثلا، وإنما يصل الارتفاع في بعضها لحوالي %200، وللأسف هذا شيء طبيعي يحدث ليس فقط في صالونات التجميل، وإنما في كل المحلات قبيل فترة العيد، لكن بالنسبة لصالوننا فقد حافظنا على أسعارنا ولم نرفعها حتى لا نخسر زبوناتنا». واستعراضاً لأسعار الصالون تتابع «مثلاً الحناء أكثر شيء مطلوب في هذه الفترة، وفي صالوننا تتراوح أسعارها بين 40 ريالا حتى 200 ريال، فالسعر يحدد بحسب نقشة الحناء وكميتها، فتوجد فتيات يكتفين بالرسم على الكفين من جهة واحدة، وأخريات يطلبن الرسم على الجهتين من الكفين، ومنهن من يرغبن بالرسم من الكفين حتى الكوعين، لذلك يختلف السعر، لاسيَّما أن هناك رسومات بسيطة وأخرى تحتاج لوقت أطول في رسمها، وهذا ينطبق أيضاً على قص الشعر واستشواره، فالسعر يحدد بطول الشعر ونوعيته».
بيانات العضو
ميكو
مشرفه قسم المول والتسويق التجارى
معلومات العضو
رقم العضويه : 484عدد المساهمات : 3107التقييم : 52697السٌّمعَة : 57الجنسية : جمهورية مصر العربية تاريخ التسجيل : 23/01/2011