غدا أو بعد غد، يهل علينا عيد الفطر المبارك؛ حيث يحتفل جميع المسلمين بعد صيام شهر رمضان الكريم الحافل بالطاعات والعبادات. وجرت العادة على أن يكون الاستعداد لهذه المناسبة المباركة في مختلف دول العالم العربي الإسلامي ومنها دولة قطر مكثفا تسوده البهجة بإكمال الصيام وانتظار قدوم العيد حيث تزدحم الأسواق والشوارع والمجمعات التجارية بالمواطنين والمقيمين الذين يحرصون على شراء متطلبات العيد، ما يضطر المجمعات والأسواق إلى السهر حتى ساعات متأخرة من الليل لتلبية احتياجاتهم. ولا شك أن فرحة الصغار في هذه المناسبة السعيدة تفوق الوصف فنجد العائلة بأكملها في المحلات الخاصة بالملابس؛ حيث تقوم الأم باختيار ما يناسب طفلتها وهي تنظر بفرحة في غمرة الاستعداد للعيد، والشيء نفسه عند الكبار فنجد الرجال وخاصة في سوق واقف يتزاحمون من خلال محلات مستلزمات الرجال؛ حيث توجد محلات خاصة بالغترة والعقال والإكسسوارات من ساعات وأزرة وكذلك البشت الذي يعتبر من العادات والتقاليد التي تتميز بها دول الخليج خاصة والدول العربية عامة ويلبس في المناسبات والمحافل الرسمية مثل العرس والعيد وغيرها. وتحرص النساء على اقتناء الملابس المتنوعة من الفساتين الراقية أو الجلابيات المطرزة والعبايات إلى جانب إكسسوارات متنوعة. وهناك مظهر آخر وهو الذهاب إلى الصالونات النسائية وخاصة صالونات الحنة؛ حيث يشتد الطلب على نقوش الحنة التي تزين فرحة العيد. كما يعج سوق الذهب بالمارة ويشهد حالة من الانتعاش في حركة البيع تزامنا مع اقتراب العيد الذي يعتبر موسما للخطبة والزواج، كما أعلن مؤخرا سوق واقف عن خصومات خاصة في سوق الذهب الذي يضم أرقى محلات المجوهرات والساعات. ونجد أيضا محلات الحلويات بدأت تعرض أشهى وأرقى الحلويات، وقد أنهت استعداداتها لتلبية الطلبات المتزايدة على الحلويات بخاصة «المعمول والكعك والبسكويت» الذي يشهد طلبا كبيرا من قبل المواطنين مع قرب عيد الفطر. وتحدث محمد عيسى الجابر مشرف فعاليات القرية التراثية التابعة لوزارة الثقافة والفنون والتراث عن «الفالة» القطرية، فقال إن الفالة في الماضي كانت تقتصر على الفواكه والحلوى وبعض المكسرات، بالإضافة إلى البلاليط واللقيمات، إلا أنها الآن تنوعت وتغيرت وذلك بسبب التطور الهائل الذي تشهده الأسر القطرية فنجد الحلويات بكافه أنواعها والشوكولاتة التي أصبحت من الأمور الضرورية في البيوت وخاصة الشوكولاتة السويسرية كما تتفنن السيدات في تقديم فالة راقية مليئة بالحلويات الفاخرة مع تقديم المشروبات سواء الحارة أو الباردة في أوان مذهبة وجميلة وتتسابق في إظهار الفالة بحلة جديدة ومختلفة، ونجد أحيانا باقات من الورود وبعض الكريستال الراقي ينتصف الفالة. وأشار الجابر إلى أن صلة الأرحام ولله الحمد ما زالت كما كانت في السابق. مبينا أن المجالس تكون مفتوحة بعد صلاة العيد لاستقبال المهنئين من الأقارب والأهل والأصدقاء وتعتبر الفرحة مشتركة للكبار والصغار وخاصة الأطفال الذين يطرقون الأبواب لأخذ العيدية وغالبا ما يرددون أهازيج العيد مثل «يالعايدو يالعايدو عيدك عيد علينا بالليالي عيدي». وأشار إلى أن القرية التراثية ستشارك المواطنين والمقيمين الفرحة من خلال تقديم أجمل الأغاني الشعبية بمشاركة الفرق المحلية طوال العيد مع تنوع الفعاليات الترفيهية والثقافية والألعاب الشعبية المتنوعة، بالإضافة إلى الحرف اليدوية والأكلات الشعبية المتعارفة في دولة قطر برغم التطور الهائل وتسابق المطاعم في تقديم أشهى الوجبات، إلا أن الإقبال ما زال في تزايد. وتحدث مدير أحد المحلات الشهيرة للعطور عن إقبال الناس على العود والعنبر والبخور والعطور العربية والفرنسية، وقال إن الاختيار يتحدد على حسب السمعة أو الذوق الشخصي ونحن نحرص دائما خلال شهر رمضان على تقديم أفضل العروض والأنواع الجديدة وخاصة دهن العود. مبينا أن للعود إقبالا كبيرا نظرا لحرص البيوت القطرية على انبعاث تلك الرائحة الزكية أيام العيد، ونجد المجالس القطرية في العيد تفوح برائحة العود برغم ارتفاع سعره، فإن الإقبال متزايد. ومن جانبه أشار مسؤول بمطابخ الأكلات الشعبية إلى حرص القطريين على الولائم والأكلات الشعبية من مكبوس أو برياني أو بداوي أو بخاري مع وجود طبق الهريس أو الساقو، ونحن نحرص على تقديم ما يطلبه الزبائن كل حسب ذوقه، كما أن الأسعار لم تتغير كثيرا؛ حيث نهتم برضا الزبائن والحرص على السمعه الطيبة. وتعود إذاعة صوت الريان لإحياء السمرات الغنائية الأسبوعية بسوق واقف، كما عودتنا دائما وتستقطب جميع الجنسيات؛ حيث تقدم كبار المطربين القطريين والخليجيين حيث تستضيف بمناسبة عيد الفطر المبارك خمسة من ألمع الفنانين القطريين والخليجيين.
بيانات العضو
ميكو
مشرفه قسم المول والتسويق التجارى
معلومات العضو
رقم العضويه : 484عدد المساهمات : 3107التقييم : 52687السٌّمعَة : 57الجنسية : جمهورية مصر العربية تاريخ التسجيل : 23/01/2011