موضوع: عصابة تسرق عملاء بنوك بـ «حيل إنسانيـة» 14/5/2012, 1:36 am
قبضت شرطة دبي على عصابة إثيوبية، تتكون من أربعة أشخاص، يسرقون عملاء البنوك عن طريق الحيلة، إذ يدعي أحدهم الإعياء والشعور بالدوار ثم يسقط أمام عميل البنك، فيبادر الأخير إلى مساعدته، فيما يتولى بقية أفراد العصابة تنفيذ المهمةو سرقته من دون أن يشعر.
وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، العميد خليل ابراهيم المنصوري، في تصريحات صحافية، إن العصابة ركزت نشاطها في المناطق التجارية المكتظة بالسكان، وسجلت ضدها ستة بلاغات في منطقتي نايف والرفاعة، لافتا إلى أنهم سرقوا مغلفاً يحوي 300 ألف درهم من أحد الأشخاص و70 ألفاً من آخر.
وتفصيلاً، أفاد المنصوري بأن القضية بدأت لدى ورود بلاغ من عميل بنك يفيد فيه بأنه سحب مبلغاً من المال من بنك في منطقة الرفاعة، وبعد خروجه بدقائق شاهد شخصاً يقع فجأة مغمى عليه، فهبّ إلى مساعدته حتى استعاد توزانه. وبعد مغادرته بحث عن المبلغ الذي كان بحوزته فلم يجده، وأدرك أنه وقع ضحية سرقة بالاحتيال.
وأضاف أن الإدارة تلقت ستة بلاغات تكررت بشكل متزامن في المنطقتين، فشكلت فريق عمل من إدارتي البحث الجنائي والملاحقة الأمنية، انتشر بشكل مدروس في المناطق التي يحتمل أن توجه العصابة ضرباتها فيها مجدداً، بعد الاستعانة بخبراء من قسم «ساعة الجريمة» التابع للتحريات، لتحليل أسلوب السرقة، وربطه بالوقت والجنسية، لافتاً إلى أن الخبراء استطاعوا التوصل إلى أن العصابة من جنسية دولة إفريقية، لأنهم يفضلون هذا التوقيت والأسلوب، على عكس جنسيات أخرى تلجأ إلى سرقة أموال عملاء البنوك من داخل سياراتهم، وليس بنشلها منهم أثناء سيرهم على أقدامهم.
وأكد مدير إدارة البحث الجنائي، المقدم احمد حميد المري، أن فريق العمل استعان بالمعلومات التي وفرها الخبراء ودرس طبيعة الأماكن التي يمكن أن يتوجه إليها اللصوص، ونشر كمائن في عدد منها. وتابع أن ضباط المباحث رجحوا منطقة معينة، وكثفوا الانتشار فيها الخميس الماضي، ولاحظوا أن هناك أشخاصاً يحملون ملامح إفريقية يتسكعون بجوار أحد البنوك، ومن ثم تحركوا خلف أحد العملاء فور خروجه من خلال إشارات معينة بينهم. وخلال دقائق استخدموا حيلتهم المعتادة، لكن رجال الشرطة أطبقوا عليهم هذه اللحظة بدلاً من أن يطبقوا هم على ضحيتهم.
وتابع المري أن «الاعتماد على قسم (ساعة الجريمة) ساعد على ضبط اللصوص في وقت واحد، إذ عرضوا في طابور التشخيص على المجنيّ عليهم الآخرين، وتعرفوا إليهم، خصوصاً زميلهم الذي كان يدعي المرض، ويتظاهر بتعرضه للإغماء».
وأفاد بأن أحد الضحايا شعر بعملية السرقة في إحدى تلك الجرائم، إذ كان يمسك مغلف النقود في يده حين حاول أحد أفراد العصابة نزعه منه، مستغلاً انشغاله بمساعدة زميله، مدعياً الإغماء، لافتاً إلى أنه حاول التشبث بالمغلف، لكن المتهم انتزعه منه بقوة، وقذفه إلى زميل ثالث لهما، ثم انطلقا هاربين.
في سياق متصل، قال المنصوري إن عملاء البنوك يتحملون جانباً من مسؤولية حماية أنفسهم، معرباً عن استغرابه ممن يسحب 300 ألف درهم، ويسير على قدميه في شارع مزدحم، من دون أن يتخيل أن هناك من يتعقبه، لافتاً إلى ضرورة قيام عميل البنك بالمغادرة إلى مقصده فور سحب الأموال مباشرة، من دون الالتفات يميناً أو يساراً، أو التوقف لغرض ما على الطريق، خصوصاً إذا كان يحمل مبلغاً كبيراً من المال، ويفضل أن يركب سيارته أو يستقل سيارة أجرة، لأنه لن يتمكن من ملاحظة اللص الذي يراقبه من مكان ما، ويلاحقه منتظراً أن تلوح له الفرصة المناسبة لسرقته.
وأوضح أن لصوص عملاء البنوك يلجأون عادة إلى طرق مبتكرة لتنفيذ جرائمهم، منها رمي شيء على سيارة الضحية، أو صدمها من الخلف، أو إيهام المجني عليه بأن خللاً ما وقع فيها، مثل سقوط قطرات من الزيت. وحين ينزل يغافله لص آخر ويسرق الحقيبة من السيارة. وأضاف المنصوري أن شرطة دبي تبذل ما بوسعها لحماية عملاء البنوك من خلال تطبيق برامج مبتكرة، أحدها في مركز نايف، يعتمد على قيام عناصر متخفية من الشرطة بمراقبة عميل البنك نفسه. وحين تشعر أنه مقصّر في حماية نفسه، مثل أن يكون ضعيف البنية ويحمل حقيبة تحتوي على مبلغ كبير، يتم إيقافه وإلزامه بإحضار من يرافقه إذا كان موظفاً في شركة، أو مساعدته على الوصول إلى وجهته إذا كان بمفرده.