رقم العضويه : 160عدد المساهمات : 23662التقييم : 85796السٌّمعَة : 128الجنسية : في قلب حبيبي منتداى الغالى فديته تاريخ التسجيل : 24/05/2010العمل/الترفيه : ادارية بمنتديات فيرست ليدى 99
معلومات الاتصال
موضوع: الغش في المدارس برعاية الإدارات 4/3/2012, 7:52 pm
ما إن ظهرت نتائج الفصل الدراسي الأول حتى ثارت ثائرة أولياء الأمور على الوزارة وسن الكتاب أقلامهم متهمين إياها بتدمير التعليم ومحاربة الطلاب على خلفية انخفاض معدلات النجاح، وبعيدا عن قصة توزيع الدرجات أو إعادة العمل بالنظام القديم وسواء كان الوضع على حق او عكس ذلك، هل سألنا أنفسنا عن واقع الحال في مدارسنا سواء العامة أو الخاصة؟. هل بادر أحدنا بوضع احتمال -ولو ضعيفا- بأن الدرجات المنخفضة إنما تعكس شيئا من الحقيقة؟ وهل فكرنا في تقييم عملية الاختبارات على مدار العام وما إذا كانت نتائجها المرتفعة أو المنخفضة هي انعكاس حقيقي لمستوى تحصيل أبنائنا؟ أسئلة كثيرة ربما يجب إعادة النظر بشأنها، وإذا كنا لم تفكر فيها ولو لمرة فلندع أصحاب الشأن وهم هذه المرة المدرسون العاملون ببعض مدارس القطاعين العام والخاص يروون لنا ما يدور، هؤلاء يتحدثون لا لطلب علاوة أو لزيادة راتب وإنما لتصل صرختهم بشأن مستقبل أبنائنا إلى أعلى المستويات. صرخة المدرسين تلقي الضوء على عمليات الغش الجماعي والممنهج الذي يتم ببعض المدارس تحت ضغط سيف معدل النجاح المصلت على رقاب البعض منهم لإجبارهم من قبل إدارات تلك المدارس على السماح بالغش أو غض الطرف عنه في أهون الظروف. أحمد مدرس إنكليزي عمل لمدة عام بإحدى مدارس التعليم الخاص حكى لــ القبس أنه كان يجبر على مدار الفترات الأربع على السماح للطلاب بالغش بل وأكثر من ذلك، فقد كان عليه أن يضع اختبارا سهلا لا يقيس معدل تحصيل الطالب الحقيقي ولا يميز إطلاقا بين المجتهد وغير المجتهد فإذا ما جاء وقت انعقاد الاختبار كان عليه أن يسمح لهم بالغش سواء من خلال تبادل المعلومات مع بعضهم بعضا أو من خلال إخراج الكتب ونقل الإجابة منها. يضيف احمد: «لم يكن الأمر يتوقف عند هذا الحد فحين كنا نبدأ في تصحيح الاختبارات كان علينا أن نحمل أقلاما من جميع الألوان حتى إذا يمكن لنا أن نكتب بأيدينا في ورقة الطالب لضمان نجاحه، لكن هذا الأمر يتطلب منا بذل مجهود إضافي يتمثل في تقليد خط الطالب في ورقة الإجابة». يتوقف قليلا قبل أن يعبر عن ألمه لما كان يحدث في المدرسة التي اضطر لتركها والبحث عن أخرى أحسن حالا مشيرا الى أنه لم يكن هناك خيار لأن رفضك فعل هذا الشيء يعني أنك تتحدى إدارة المدرسة التي تهتم في المقام الأول بألا تقل نسبة النجاح بين طلابها عن %95 في نهاية العام لجلب مزيد من الطلاب وضمان استمرار نجاح المشروع «التجاري» وتحقيقه للربح المطلوب.
التفنيش هو الحل وبسؤالنا له ما العقاب في حالة الرفض؟..أجاب من دون تردد: «التفنيش» في نهاية العام، لأنك تكون منبوذا من الإدارة، ومن زملائك الذين ينفذون التعليمات، بل ومن الطلاب وأولياء الأمور، ولك أن تعلم أنني في الاختبارات كنت أضع الدرجة النهائية للطلاب على «المرآة»، وهي الورقة التي يوضع بها الدرجة النهائية، ورقم الجلوس، ثم ابدأ بعد ذلك في توزيعها على الأسئلة، وفقا للدرجة التي وضعتها لكل طالب، والتي تضمن له النجاح مع الوضع في الاعتبارات اختلاف درجات الفترات الأربع طوال العام، لكنها في النهاية يجب أن تضمن تحقيق المطلوب، وهو نجاح الطلاب وعدم انخفاض النسبة الإجمالية للمدرسة عن %90 على اقل تقدير. أما حسين، وهو مدرس لغة عربية عمل مدرسا بالحصة في إحدى المدارس لمدة فصل واحد، قبل أن يضطر لتركها لعدم قدرته على تحمل ما يراه، فيؤكد أنه وزملاءه كانوا يعملون شيئا آخر بعيدا تماما عن مهنة التعليم، فمهمتهم الأولى هي ضمان النظام في الفصل، بمعنى أن عليه السيطرة على الطلاب داخل الفصل الدراسي، أما مستوى التعليم أو قدراته كمدرس، فهي آخر ما يمكن أن يشغل بال الإدارة، وهو ما يعني وفق وصفه أنه عمل لمدة فصل دراسي «حارس» أمن على الطلاب الذين يفترض أن يقدم لهم المادة العلمية. تمثيلية
ويضيف حسين: فيما يتعلق بالغش، يمكن القول إن يوم الاختبار يشبه إلى حد كبير «التمثيلية»، فهو يبدأ بجدية لفترة معينة، ثم ما يلبث أن يتحول إلى شيء آخر يشبه الاتفاق غير المعلن، حين يصبح الطالب في انتظار الغش، وهنا إما أن تقوم بإملاء الإجابة على الطلاب، وهو غش برعاية رسمية من قبل المدرسة، أو تسمح لهم بإخراج الكتب أو الملخصات التي بحوزتهم، أو باستخدام أجهزة التلفون الحديثة، مثل الآي فون والبلاك بيري. ويشير حسين إلى أن الوضع في مدارس التعليم الخاص أصعب بكثير من التعليم العام، لأن صاحب المدرسة يريد استمرار هؤلاء الطلاب في الدراسة داخل المدرسة، وجلب آخرين وهو ما يزيد حرصه على زيادة نسبة النجاح كل عام، حتى أنه قد يطلب من رؤساء الأقسام كتابة نموذج إجابة لنحو %60 من الأسئلة يتم توزيعه على الطلاب لضمان الحد الأدنى، وهو نجاح الجميع لتبقى الــ%40 الأخرى هي ما يميز طالب عن آخر. أما زميله عمر فبادرني بسؤال قائلا: هل تعلم أن راتب المدرس الذي يتم التعاقد معه بالحصة لا يمكن أن يكمل بأي حال من الأحوال مبلغ 200 دينار، حال قيامه بتدريس 6 حصص في اليوم؟ أكمل بعدها قائلا: «أما زميله المعين فراتبه يبدأ في بعض المدارس من 175 دينار، ويزيد تدريجيا ليصل في بعض المدارس إلى 600 دينار، وفي الحالتين فإن انخفاض الراتب وعدم وجود البديل يعني رفض المدرس الانصياع لتعليمات الإدارة نوعا من المخاطرة، بفقدان مصدر دخله».
إغراء الهدايا وأضاف ليت الأمر يتوقف عند ما تطلبه المدرسة، فهذا المدرس ذو الراتب الضعيف يقع تحت ضغط رهيب، يمارسه الطلاب وأولياء أمورهم الذين لا يعرضون عليه الهدايا في سبيل مساعدة الأبناء نظير الحصول على جهاز موبايل حديث، أو تذكرة طيران أو تخليص معاملة في المرور على سبيل المثال أو غيرها من الإغراءات التي يتعرض لها على مدار العام، مشيرا إلى أنه ذات مرة فوجئ بأحد الطلاب يتصل عليه، ويطلب منه إرسال الاختبار له على «الواتس أب» على أن يقوم بالإجابة عليه وإعادته له مرة أخرى نظير أي خدمة يطلبها، وحينها لم يجد بدا من التحجج بانشغاله، وعدم وجود وقت للإفلات من إلحاح المتصل. وإذا كانت هذه هي حال مدارس التعليم الخاص، فإن الواقع لا يختلف كثيرا في التعليم العام، وهو ما عكسته إجابة رئيس قسم اللغة العربية في إحدى المدارس حين قال «أنت تفتح علينا أبواب جهنم بإثارة هذا الموضوع»، فاجأتني إجابة معلم الأجيال، فسألته: «ولمَ تقول ذلك»، فأخبرني أنه لا يدري من أين يبدأ..قلت ابدأ من حيث تريد..فبدأ بقوله إنه يعمل منذ 21 عاما، ولا يوجد أمر مباشر بالسماح للغش، ولكن ثمة اتفاق غير معلن على ضرورة حدوثه، لأن النظام التعليمي يحتاج إلى إعادة تصحيح كاملة حتى يمكن أن نعقد اختبارات لا تشهد أي نوع من الغش. وأضاف: على سبيل المثال «بح صوتنا» ونحن نطالب بتغيير كتب النحو، لانها لا تناسب المراحل المختلفة، ورغم ذلك لم يتحرك أحد، ونؤمر بتنفيذ الاوامر من دون مناقشة! وفي الحقيقة لو عقدت اختبارات حقيقية ولم يسمح فيها الغش، وأخذ كل طالب حقه، فإن المحصلة ستكون نجاح %10 من الطلاب فقط في نهاية العام، هؤلاء هم من يمتلكون الرغبة الحقيقية في التعلم والحصول على شهادة عليا، أما الباقي فإن كل ما يتمنونه هو إنهاء المرحلة المتوسطة أو الثانوية، ثم الالتحاق بالوظيفة بعدها والتقاعد في سن 28 عاما، بعد أن يكونوا قد أمضوا 20 عاما في الخدمة، وحينها يمكنه الحصول على مكافأة مجزية.
عاصفة من الهجوم سألته وكيف يتم الغش؟..أجاب: أنا كرئيس لجان بعد بدء الاختبار أتوجه للجلوس في مكتبي، وهذا يتم بغرض إفساح المجال للمدرسين حتى يمكنهم مساعدة الطلاب، أو ترك المجال للطلاب لمساعدة بعضهم بعضا، كما أن المدرسة المتوسطة يوجد في كل لجنة مراقب واحد، ولا يمكنه منع الغش، إذا لا يوجد ضغط عليك، لكن لو أن نتيجة مدرستك جاءت منخفضة في نهاية العام، فإنك ستجد نفسك أمام عاصفة من النقد، وتتهم بالتقصير وتصبح في مرمى النيران من الإدارة. ويضيف: الطالب هنا نجاحه يعني إخلاء مكان لغيره، لأنه لو ارتفعت نسبة الرسوب، فسنجد أنفسنا أمام أزمة تتمثل في عدم وجود مقاعد للدراسة، والإصلاح يبدأ من بداية الهرم، لأنه لا يعقل أن يدرس الطالب في المرحلة الابتدائية لمدة خمس سنوات من دون أن يخوض اختبارا حقيقيا واحدا، لأن النتيجة هي انه يصل إلى المرحلة المتوسطة من دون أن يكون قد تعلم شيئا، وبالتالي نبدأ معه من جديد. ويشير إلى أن الحل هنا هو ألا يخرج من المرحلة الابتدائية إلا من يستحق النجاح، أما في المرحلة المتوسطة فإن الخطأ أنك تجد النظام يساوي بين من يحصل على %46 ويضاف له درجات رأفة كي يصل إلى نسبة الــ%50 ويصعد للثانوية وبين من يجتهد ليحصل على %99، فكلاهما يلتحق في النهاية بالمرحلة الثانوية وهو أمر يؤثر حتما في حق الطالب المجتهد في الحصول على تعليم متميز.
حالات متعددة ومن جهته، يرى عبد الرحيم وهو مدرس إحدى المواد العلمية بمدرسة ثانوية في منطقة الصليبية أن الفيصل في التعليم العام هو إدارة المدرسة فلو أن الإدارة تتشدد في هذا الأمر فإنها تستطيع مواجهة الغش حتى وإن تراخى المدرسون، ويروي المدرس ما حدث العام الماضي بمدرسته حين أجبر جميع المدرسين على إعطاء الطلاب درجات الشفوي كاملة لجميع الطلاب بدعوى مشاركتهم في صبغ فصول المدرسة بالمخالفة لقرارات الوزارة التي تنص على أن درجات الشفوي تعطى على مشاركة الطالب وحل الواجبات. وأضاف: في أحد الاختبارات دخل رئيس قسم ليقرأ الاختبار للطلاب بالمخالفة لتعليمات الوزارة التي لا تسمح بذلك إلا في حالة وجود تعليمات، مشيرا إلى أن رئيس القسم قام بإملاء الإجابة للطلاب، أما في اختبار مادة الاجتماعيات للفصلين الحادي عشر والثاني عشر فقد دخل رئيس القسم وأجاب بنفسه وحين اعترض الملاحظ وصل الأمر إلى حد التشابك بالأيدي. أما أغرب حالات الغش كما يقول «في اختبار الفترتين الثانية والثالثة العام الماضي حين أغلق الفصل على الطلاب وخرج الملاحظ للجلوس أمامه لتتحول اللجنة إلى ورشة عمل جماعية، وفي حالة أخرى قام أحد رؤساء الأقسام بإعادة الاختبار القصير العام الماضي أيضا لجميع الطلاب الذين لم يتمكنوا من الحصول على الدرجة النهائية حتى ان الطالب الذي حصل على 7 درجات ونصف أتيح له إعادة الاختبار وكانت المحصلة هي حصول الجميع على 8 درجات وكشوف درجات الشفوي بالمدرسة خير شاهد، أما اختبارات العملي بالمرحلة الثانوية فنسبتها دائما %99 وهي وسيلة من وسائل الغش أيضا».
رفع الدرجات محمد مدرس بالمعهد الديني أكد انه لا إجبار للمدرسين على الغش، لكن المشكلة التي تواجههم هي إجبارهم على رفع الدرجات أو وضع اختبار سهل قدر الإمكان، وهو ما يعتبر نوعا اخر من الغش المقنن، مشيرا الى انه غالبا ما تأتيهم قرارات برفع الدرجات عقب الاختبارات.
لا نجبر على شيء قال اشرف مدرس من المدارس الخاصة انه لا يوجد من يجبرهم على إفساح المجال للغش، لكن المشكلة أن بعض المدرسين يتصورون بأنهم سيكونون مهددين بإنهاء خدماتهم حال انخفاض النسبة وهو ما يدفعهم لغض الطرف تحت ضغط هذا الهاجس غير الصحيح.
تحطيم السيارات احد المدرسين روى قصة زميله مدرس الرياضيات الذي رفض السماح بالغش فما كان من الطلاب إلا أن قاموا بتحطيم سيارته، واضطر في النهاية لتقديم طلب نقل من المدرسة بعد أن شعر انه غير مرحب به من الإدارة والطلاب معا.