قبل التنمية.. الناس ينتظرون من يخرجهم من مستنقع الإحباط .. الأمان أولاً
كاتب الموضوع
رسالة
بيانات العضو
لوليتا 12
Executive Director
معلومات العضو
رقم العضويه : 160عدد المساهمات : 23662التقييم : 85776السٌّمعَة : 128الجنسية : في قلب حبيبي منتداى الغالى فديته تاريخ التسجيل : 24/05/2010العمل/الترفيه : ادارية بمنتديات فيرست ليدى 99
معلومات الاتصال
موضوع: قبل التنمية.. الناس ينتظرون من يخرجهم من مستنقع الإحباط .. الأمان أولاً 19/2/2012, 6:19 am
الآن، وبعد أن انجلى الغبار السياسي عن موقعتي تشكيل الحكومة، ورئاسة مجلس الأمة، بات من الضروري طرح السؤال التالي: أي أرضية سياسية تلك التي نقف عليها؟ من الواضح أن معارضي الحكومة والمجلس السابقين، وقد احتلوا الآن موقع الأغلبية البرلمانية لم ينتظروا انعقاد المجلس ليظهروا «سطوتهم» السياسية، فهاجموا أولاً وأربكوا جبهة التشكيل الوزاري بعد أن فرضوا شروطاً في اتجاهين: الأول فرض 9 وزراء للمشاركة، والثاني وضع «فيتو» على توزير آخرين، وهذا ما أحدث ربكة أدت الى ظهور حكومة الساعات الأخيرة وفيها وزراء أكملوا العدد 16 في آخر لحظة، أو بمعنى آخر في عملية ولادة شوّهت ما سبق أن ذكر عن مكتسبات شعبية بمنح شخصيات من خارج الأسرة مواقع سيادية تماشياً مع ما أفرزته صناديق الاقتراع.
اقتدار وفي المقابل، أظهرت معركة رئاسة المجلس، التي أدارتها الأغلبية باقتدار، قدرة هذه الأغلبية على التنظيم، وكان ذلك واضحاً خلال توزيع اللجان ومواقع مكتب المجلس. وتقول مصادر مطلعة إن الأغلبية أرادت أولا أن ترص صفوفها في المجلس، قبل أن تنتقل إلى المرحلة الثانية، ومنها القوانين المثيرة للجدل. إن الحكومة الجديدة، وهي تضم نخبة من العناصر الشابة التي أظهرت عزما على العمل والإنجاز، وقد ظهر جلياً في تحرك وزير التربية نايف الحجرف لحسم قضية تدني نسب النجاح، هذه الحكومة تدخل الميدان وهي تدرك أن مصيرها بيد مجلس متجانس، ولم تجد أمامها إلا العمل والإنجاز للمواجهة، وقد أكد مصدر وزاري لـ القبس أن «المهمة صعبة، ولكننا في دولة مؤسسات وتطبيق القانون هو السلاح الوحيد الذي يمكن أن نواجه به في معركة غير متكافئة مع المجلس». وأضاف المصدر الوزاري «سنلاقي الكتل النيابية، التي تسعى إلى سَن حزمة قوانين تعنى بالتنمية ومكافحة الفساد، عند منتصف الطريق». مناخ اجتماعي لكنه حذر في المقابل، من أن السيطرة على قرار المجلس لا تعني القفز فوق مواد الدستور. وان المطلوب هو تهيئة مناخ اجتماعي أولاً لأي تعديلات تتعلق بمستقبل المجتمع!
الإحباط وفي ظل الأجواء الملبدة سياسياً، يخيم شعور بالاحباط على قطاع كبير من الشعب، وتقول مصادر مطلعة إن المواطن العادي يبحث عن الأمان، وان المشاهد التي سبقت الانتخابات ومحاولة فرض المواقف بالقوة، والاستقواء بالقبيلة أو الطائفة أو المنطقة، أضعفت هيبة الدولة. وتضيف المصادر ان المواطن سبق أن عانى من انعدام الثقة بمؤسساته الخدماتية، بسبب الروتين تارة، والمحسوبية تارة أخرى، وغير ذلك من الأسباب التي تراكمت على مدى سنوات وسنوات، ولكن الخطر الآن هو عندما تهتز ثقة المواطن بدولة المؤسسات، ويتسلل الى النفوس شعور بأن الدولة لم تعد تحميه.. وان القانون يمكن أن يجمد أحياناً، تماشياً مع ظروف سياسية أو غيرها.. وهنا مكمن الخطر. بيئة فساد ولذلك، فإنه كما أدى الشعور بوجود «بيئة حاضنة للفساد الى انهيار الحكومة السابقة، فان الشعور بوجود بيئة احباط من شأنه أن يفتح أبواب اليأس وما يترتب على ذلك من تجميد لعمليات الاستثمار أو البحث عن أماكن أكثر أماناً للاستثمار. ان اعادة الثقة للمواطنين بدولة المؤسسات هي الاساس الذي يجب ان تعمل الحكومة والمجلس معا لتحقيقه، والا فان لا جدوى من الحديث عن التنمية! والشعور باللامان يتعاظم. ولا جدوى من الحديث عن المشاريع وانجازها. والشعور بالخوف من الغد يتفاقم. ولا جدوى من الحديث عن الغد المشرق. والناس يتشوقون للعودة الى زمن، كانت فيه الوحدة الوطنية قولا وفعلا. ان الحكومة والمجلس اليوم امام تحد من نوع آخر، فهل نعبر الى بر الامان، ام ان الغبار السياسي قد انجلى، وقد دخلنا جميعا في مستنقع التناقضات؟!
أجواء انتخابات قالت مصادر مطلعة، إن تصريحات بعض النواب تظهر وكأنهم ما زالوا في اجواء المعركة الانتخابية، فإطلاق عبارات التهديد والوعيد في كل اتجاه لا يخدم أحدا.