موضوع: الأسر مسؤولة عن تفشي ظاهرة الغياب من المدارس 2/1/2012, 1:19 am
بحثت الورشة التدريبية حول كيفية اكتشاف حالات الاساءة والعنف والاهمال الواقعة على الطفل، التي نظمتها المؤسسة القطرية للاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بالمدارس المستقلة،ظاهرة الغياب المستمر لاعداد كبيرة من الطلاب ، دون ابداء اي اهتمام من قبل ذويهم ، في اشارة الى عدم تعاون الاسر في كثير من الاحيان مع الاخصائي الاجتماعي
وقال المشاركون بالورشة ، ان هذه القضية تعبر عن ثقافة الاسرة تجاه التعليم ،واستعرضت الورشة عددا من الحالات وكيفية التعامل معها ونماذج من الحلول التي اتبعت ، لاسيما في المساعدة في تنمية ثقافة معاكسة لثقافة هؤلاء الاسر، وقد اثار المشاركون قضية تحويل الطلاب مباشرة للمؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة ، حيث ورد انه لا يحق تحويل اي حالة مباشرة للمؤسسة الا بعد موافقة المجلس الاعلى للتعليم ، وفي المقابل تؤكد المؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة ، ان المجلس الاعلى للتعليم اعطى للمؤسسة صلاحية التحويل المباشر للحلات التي يستدعى تحويلها، وذلك حسبما جاء باللائحة السلوكية.
وتحدث الدكتور اسامة حسن خبير التدريب والتطوير بالمؤسسة،. حول نشر ثقافة حقوق الطفل بين طلاب المدارس المستقلة ، مؤكدا على اهمية تفعيل برنامج اصدقاء حماية الطفل وتهيئة القائمين عليه بفهم الحقوق وتوصيلها الى طلاب المدارس، واشار الدكتور اسامة الى اهداف البرنامج التي تستهدف، نشر ثقافة حقوق الطفل بين الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وتوضيح المواد الخاصة بالحقوق ، والتأكيد. على اهمية الشراكة والعمل بين المؤسسة والمدارس لتوصيل ونشر حقوق الطفل ، والاتفاق على آليات مختلفة لنشر هذه الحقوق .
وتحدث الدكتور اسامة عن حقوق الطفل التسعة الخاصة ببرنامج اصدقاء حماية الطفل ، والتي من بينها الحق في الحياة الذي يؤكد على حق الطفل في البقاء والحياة والنمو جسدياً ونفسياً وعقلياً واجتماعياً وروحيا الى اقصى حد منذ مراحله الاولى وما يقتضي ذلك من متطلبات اساسية مرافقة لعملية النمو في صقل شخصيته وبنائها ، بالاضافة الى الحق في التعليم لان يتلقى العلم ، ويختار نوعية التعليم الذي يتلقاه، وان يتمتع مع غيره من المواطنين بفرصة متساوية في تلقي العلم الى اقصى حدود التعليم دون تمييز ، وذلك بمجانية التعليم والزاميته في المراحل الاولى وتطوير اشكال التعليم الثانوي العام والمهني ، وتشجيع الطفل للحضور الى المدرسة والانتظام مما يساهم بشكل ايجابي في تنمية شخصيته وتحمل المسؤولية وضرورة اتخاذ تدابير للتقليل من معدلات التسرب من المدارس، بالاضافة الى الحق في الهوية الذي يشمل حقه في الانتساب لاسرته وقرابته ومجتمعه بما في ذلك الحق في الحصول على اسم وجنسية والتعرف على هوية والديه ، والحفاظ على هذه الهوية.
واستعرض خبير التدريب والتطوير بالمؤسسة حق الطفل في الحصول على خدمات الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية والغاء الممارسات التقليدية التي تضر بصحة الطفل، وتوفير الخدمات الصحية الاساسية للام اثناء الحمل والولادة وما بعد الولادة ومجانية المعالجة للاطفال، والحق في عدم التمييز باعتبار ان لجميع الاطفال الحق في الحصول على الحقوق الاساسية بغض النظر عن الدين والجنس والعرق واللغة، بالاضافة الى حق التعبير عن الراي، وضرورة الاصغاء الى صوت الاطفال واحترام هذه الآراء في جميع الامور التي تتعلق بحقوقهم وذلك بتعزيز مشاركة الاطفال بحرية وبطريقة فعّالة وهادفة عند اتخاذ القرارات التي من شأنها التأثير عليهم، والحق في الرعاية الاسرية ، بحيث يتحمل كلا الوالدين مسؤوليات مشتركة عن تربية الطفل، وذلك بتقديم المساعدة للوالدين في للقيام بمسؤولية تربية الاطفال.،وحق الطفل المنفصل عن والديه في الاحتفاظ بعلاقة منتظمة معهما. واشار الدكتور اسامة الى حق الطفل في الحماية من العنف والاساءة والاهمال، مؤكداً ان ضرورة حماية الاطفال من جميع اشكال العنف والاساءة الجسدية والنفسية والجنسية والاهمال والمعاملة المنطوية عليه ، والاستغلال بأنواعه.
وقالت الدكتورة وسام الدد أخصائية الطب النفسي بالمؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة ان حوادث الاعتداء الجنسي على الاطفال ، ذكورا واناثا ، ظاهرة موجودة في المجتمعات الانسانية ، ولكن نسبتها لدى البنات تفوق نسبتها لدى الاطفال الذكور مشددة على ان غياب التوعية والثقافة الجنسية في المجتمع يجعل الكثير من الاطفال يتعرضون لتلك الاعتداءات نافية ان تكون مثل هذه الحوادث نادرة اوقليلة كما يتصور البعض ومشيرة الى ان معظم تلك الاعتداءات الجنسية تتم في سرية كبيرة ، فلا تظهر للملأ ولا ينكشف منها الا النادر وعن طريق الصدفة المحضة احيانا ، لان معظم الاطفال بسبب الخوف يشعرون بنوع من الاثم من الشكوى والتذمر.مشددة على ان الاطفال هم الاكثر عرضة للعنف الجنسي سواء كانوا بنين اوبنات ويجب على الاسرة ان تكون في حذر من ان يضار احد ابنائهم او ان يعتدى عليه جنسيا.
واشارت الى ان الحقيقة هي ان هذه الحوادث ليست قليلة بالرغم من عدم وجود احصائيات دقيقة عنها ، وانما هي مختفية في القلوب ، مكتومة في الصدور ، لا يجرؤ الطفل على البوح بها ، كما أن المعتدي لا يمكنه بالطبع ان يعترف بها، وقالت: ان من انواع العنف الجنسي الاغتصاب وهو تعرض الطفل للاعتداء الجنسي بالقوة من قبل اي فرد بالغ وفي اخر احصائية اجريت ظهر ان 40 % من المغتصبين هم متزوجون ، و13% من المطلقين ، و35% من غير المتزوجين .
اما عن سفاح المحارم فبينت الدكتورة وسام انه قيام احد الابوين اوالاعمام اوالاخوال اوالاشقاء في هتك عرض اواغتصاب الاطفال ، ومن العوامل المؤدية لذلك اضافة الى الامراض النفسية ضعف رقابة الام والادمان على المسكرات أوالمخدرات واكتظاظ المنزل وزيادة التقارب الجسدي في المسكن ، وتسمى هذه الاعتداءات سفاح المحارم كسفاح الاب مع الابنة والام مع الابن والاخ مع اخته والعم على ابنة اخيه وزوج الام على ابنة زوجته ، ولا تقتصر هذه الاعتداءات على البنات فقط وانما يقع الاولاد ضحية لها ايضا ومثل هذا السلوك عادة يشير الى امراض نفسية شديدة لدى المشاركين فيه
ومن انواع التحرش الجنسي الاخرى التي تحدثت عنها الاخصائية النفسية بالمؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة الشذوذ الجنسي مشيرة الى ان الاعتداء الجنسي الشاذ على طفل من قبل فرد بالغ مماثل له في الجنس ومن اهم انواع الشذوذ الجنسي الموجه نحو الطفل اضطراب الولع بالاطفال : هو قيام شخص بالغ باتصال جنسي مع الطفل ويتميز هذا الاضطراب بوجود محفزات جنسية شديدة اوخيالات مثيرة جنسية مرتبطة بالاطفال غير البالغين الذين تقل اعمارهم عن 13 سنة وتتكرر لمدة لا تقل عن ستة شهور للمضطرب الذي لا يقل عمره عن 16 سنة ولا يقل فارق السن بين المضطرب والضحية عن خمس سنوات . ويولع المضطربون بالاطفال من الجنس المقابل اكثر من ميلهم للاطفال من نفس الجنس ويفضلونهم بين الثامنة والعاشرة من العمر وفي بعض الاحيان تكون الاثارة ايا كان جنس الطفل .اما الاستغلال الجنسي فهو قيام البالغ بإغراء واستدراج الطفل لاستغلاله جنسيا.
أرقام وإحصائيات
واستعرضت الاخصائية النفسية بالمؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة الدكتورة وسام الدد في ختام الورشة التدريبية بعض الارقام واحصائيات الانتهاكات الجنسيةعالمياً حيث تبين في دراسة احصائية عالمية ان 18.3% من الاطفال يتعرضون للاعتداء الجنسي ، وان كان الرقم مخيفاً فان هناك رقماً مخيفاً بشكل اكبر الا وهوان 56% من هذه الاعتداءات الجنسية يتم من جانب الاقارب من الدرجة الاولى والثانية ، 28.6% يتم بالمدرسة او بالعمل سواء من المدرسين او صاحب العمل او الزملاء.
وحول الاسباب المؤدية للعنف تحدثت الدكتورة وسام الدد الاخصائية النفسية بالمؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة مشيرة انها تعود الى غياب الرقابة ووجود مسافة بين الاهل والاطفال تمنع الحوار الدائم والاطلاع على كل الاسرار والتعري امام الطفل (وقت حمام الطفل او في اي وقت اخر) ونوم الطفل مع الاهل في غرفة واحدة كما ان رؤية مناظر تثير الطفل في التلفاز والانترنت من اسباب العنف الجنسي
بالاضافة الى سماع الطفل اي شيء عن هذا النشاط من خلال (احاديث الرفاق) وقراءة بعض الكتب التي تتعرض لهذا الامر فهي من ضمن الاسباب المؤدية الى العنف الجنسي واشارت الدكتورة وسام الى مظاهر تعرض الطفل للعنف الجنسي لافتة الى انه شديد التعقيد واضراره بالغة على الطفل ومشددة على اهمية اكتشافه مبكرا كما ان الكثير من هذه الحوادث لا يقوم الطفل بالابلاغ عنها لذلك يجب على من حولهم ان يتبينوا مظاهر هذا العنف وعادة تظهر الاعراض الجسمانية غير المبررة وشعور بالخوف وعدم الرغبة لاشخاص واماكن معينة بالاضافة الى اضطرابات النوم والشعور بالصداع وتدني المستوى الدراسي والانسحاب بعيدا عن الاسرة والاصدقاء والانشطة والعودة الى سلوكيات الطفولة وعدم احترام للنفس بالاضافة الى سلوكيات ايذاء الذات وكثرة البكاء والعدوانية والاندفاع واصابة الطفل بالعدوانية هنا قد تخلق لديه نوعاً من الانتقام ، فيعتدي على الآخرين ، ويعيش مرارة قاتلة يمكن ان تتطور وتصبح اكتئابا اوامراضا نفسية اخرى وتنعدم ثقته بنفسه وبالآخرين والادمان على الخمور والعقاقير وقيامه بمحاولات انتحار.
وبينت الاخصائية النفسية بالمؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة في معرض حديثها ان العنف الجنسي الموجه ضد الطفل يسبب له صدمة نفسية ذات تأثير شامل يغمر كل جوانب حياته وينغمر فيها ، كما يكون تأثيرها غائرا في اعماق بنائه النفسي ولهذا اذا لم نكن على وعي بتلك الآثار والعواقب - قريبة المدى وبعيدة المدى- او اذا كنا نجهلها اونتجاهلها ، فإن المشكلات الناجمة عن صدمة العنف سوف تتعقد وتستمر كاضطرابات مزمنة لافتة الى ان التصرف مع طفل تعرض للاعتداء الجنسي يتمثل بضبط النفس والتصرف بحذر وعدم توجيه اللوم للطفل ومنع الاهل من توجيه الشتم واللوم له فلا ذنب له وحتى ولو لم يبلغ فلا حرج عليه .
والتحدث مع الطفل في هذا الموضوع ينبغي ان يبدو تلقائيا ، وهذا امر مهم بالنسبة للتربية الجنسية للطفل بشكل عام ويمكن ان تساق هذه المعلومة من خلال حوارات بين الام وطفلها ، فهو الآن كبير ولا ينبغي الا يطلع احد على كل جسمه ،كما هو الحال عندما كان صغيرا ، وطالبت الدكتورة وسام ان توضح له اللمسة الصحية ، بأنها لا تسبب الاما او امراضا ، وهي ما يمكن ان يحدث من "الام" اثناء تغيير الملابس مثلاً ، او من "الاب" عندما يصافح ويسلم ويقبل عند عودته من العمل ، اومن الاقارب ، بحيث يكون اللمس الصحي لليدين والكتفين والذراعين ، وبصورة سريعة ، ودون الحاجة لكشف اي جزء من الجسم ، اورفع الملابس عنه اما اللمسة غير الصحية فهي التي تسبب نقل الامراض بسبب عدم الالتزام بالقواعد الصحية ، اوبشروط اللمسة الصحية.
وكانت فوزية اشكناني من المجلس الاعلى للتعليم تحدثت عن اجراءات التعامل مع حالات الاهمال والاساءة والعنف في المدارس المستقلة مؤكدة ان سياية التقويم السلوكي هي الاطار الذي يسمح للمدرسة بتحقيق اهدافها واتمام رسالتها حيث يتطلب ذلك تعاون جميع الاطراف المشتركة بالعملية التعليمية داخل المدرسة اوخارجها واستعرضت اشكناني سياسة التقويم السلوكي وموقف سياسة تقويم السلوك من القوانين والاتفاقيات الموقع عليها في دولة قطر كما تناولت في ورقة عملها التي قدمتها في الورشة التي نظمتها المؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة للاخصائين الاجتماعيين بالمدارس المستقلة تناولت الاجراءات المتبعة في مكتب المدارس المستقلة في هيئة التعليم .
بيانات العضو
pilot
كابتن منتدى الطيران
معلومات العضو
رقم العضويه : 535عدد المساهمات : 3104التقييم : 54294السٌّمعَة : 41الجنسية : kingdom of bahrainتاريخ التسجيل : 29/03/2011العمل/الترفيه : co-pilot
معلومات الاتصال
موضوع: رد: الأسر مسؤولة عن تفشي ظاهرة الغياب من المدارس 4/1/2012, 3:32 am