موضوع: 16 مليون دولار حجم العجز السنوي 2/1/2012, 5:30 am
ناشد وفد يمثل جمعية ومشافي المقاصد الخيرية الإسلامية في القدس العربية المحتلة، والذي يزور الدوحة حاليا، الجهات المسؤولة في الدولة والجمعيات الخيرية والجمعيات المختصة، تقديم يد العون لإنقاذ تلك المؤسسة وتزويدها باحتياجاتها التشغيلية بعد أن بلغ العجز السنوي في موازنتها أكثر من ستة عشر مليون دولار، مما يجعلها قاصرة عن خدمة أهالي القدس والضفة الغربية المحتلة والذين يعانون إجراءات الاحتلال الإسرائيلي الهادفة للتضييق عليهم وتهجيرهم.
قدم الدكتور عرفات سليم هدمي، رئيس جمعية المقاصد، خلال مؤتمر صحافي بمقر السفارة الفلسطينية، تعريفا بالجمعية التي تأسست في القدس سنة 1956 من قبل مجموعة من أهل القدس بهدف تعليمي وصحي. وفي عام 1961 تقرر إنشاء مستشفى المقاصد الخيرية وبدأت عملية التحضير للمستشفى حيث تم التوجه بطلب للمساعدة إلى أمير الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح الذي تبرع يومها بمبلغ 40 ألف دينار كويتي ثم بـ150 ألف دينار دفعة ثانية، وبدأت مسيرة بناء المستشفى، وتم البناء سنة 1967 وعندما احتل الجيش الإسرائيلي القدس صادر المبنى قبل أن يتم الافتتاح وتم إفشال القرار عبر خلق واقع جديد وتراجع الاحتلال عن مصادرة المبنى بعد أن تمكنا من تشغيله في الأول من يونيو عام 1968 في مدينة القدس المحتلة، وبالتحديد على جبل الزيتون، وكانت الغاية منه استقبال الحالات المرضية الصعبة من الضفة وقطاع غزة بعيد الاحتلال الإسرائيلي، وبأسعار رمزية. وجرت عمليات توسعة ليسع الآن 250 سريرا، ومنذ ذلك الحين استطاع المستشفى الخيري أن يقدم الخدمة الطبية عالية الجودة رغم إمكاناته المحدودة، ولعل أهم ما يميز المستشفى هو تقديم العلاج لذوي الدخل المحدود والمعوزين بأسعار زهيدة ومنخفضة، مقارنة مع جودة الخدمة التي يتلقونها، وغير الموجودة في المستشفيات الحكومية المختلفة. وقال د.هدمي إنه رغم الحصار حول القدس فإن المستشفى يخدم مرضى الشعب الفلسطيني من كافة المناطق باعتباره أكبر مستشفى تحويلي وتعليمي فهو يتولى تعليم طلبة كلية الطب جامعة القدس منذ بداية الكلية إضافة إلى تطوير أداء الأطباء في التخصصات المختلفة كإخصائيين للعمل في فلسطين والعالم العربي. ويضم المستشفى العديد من التخصصات منها الأقسام الجراحية، وقسم الأمراض الداخلية وقسم الأمراض النسائية والتوليد وقسم الأطفال الخدج وقسم الأمراض الوراثية وقسم الأشعة وقسم الباثولوجي وقسم التخدير والإنعاش، بالإضافة إلى قسم الطوارئ. وأكد ارتباط مستشفى المقاصد بالقدس وهويتها العربية وأهل القدس حيث بني المبنى على أرض وقفية، وأن المحافظة على مستشفى المقاصد جزء من المحافظة على مدينة القدس، ولفت إلى بناء إسرائيل مستوطنات قريبة من المستشفى بمعدل يفوق عدد الفلسطينيين في القدس، كما بنى الاحتلال مستوطنات داخل القدس في الأحياء المقدسية حيث زرعوا مستوطنات بين البيوت العربية في رأس العامود وجبل الزيتون وفي البلدة القديمة بهدف تحقيق مشروعهم في وجود أرض بلا شعب وتغيير التراث الفلسطيني وتغيير ديموغرافية القدس وفق مشروع أطلقوا عليه 2020 لتحجيم عدد الفلسطينيين الموجودين بالقدس وخفض نسبة الوجود العربي إلى %12، ما يؤكد أهمية المحافظة على مؤسسات القدس ومنها مستشفى المقاصد كجزء من المحافظة على القدس والحرم الشريف. وحول تأثير حواجز الاحتلال وإجراءاته في القدس على عمل المشفى، قال بسام أبولبدة، مدير مشفى المقاصد، إنه في الثمانينيات كنت طبيبا في المشفى قبل سفري للتخصص وحينذاك كان المرضى يأتون إلينا من مختلف مدن الضفة إلى القدس فالطريق من الخليل للقدس تستغرق 35 دقيقة فقط، وخلال ما يسمى الإدارة المدنية أو الحكم العسكري كانت الخدمات الطبية متدنية وكانت المشافي هي المقصد من أجل كافة الحالات المرضية البسيطة والمعقدة وهذا الوضع اختلف الآن فهناك مشاف بديلة في مناطق السلطة الفلسطينية تحت إشراف وزارة الصحة وهي تعمل ما بوسعها لتطوير الخدمات، والحالات التي تحول لنا الآن هي الحالات الصعبة التي تحتاج إلى عناية مكثفة وهذا يتم بالتنسيق مع الجهات الإسرائيلية للحصول على تصريح لدخول مدينة القدس. وأكد أبولبدة أن تلك الحالات الصعبة هي من أهم أسباب العجز المالي في المشفى وهي تستنزف موارد المشفى المالية. وأضاف أن الحالات العادية تصل المشفى فقط من مدينة القدس أو محافظة القدس وهناك توجه لدى إدارة المشفى للتوجه لوزارة الصحة الفلسطينية لاعتماد مشفى المقاصد المشفى الرئيسي لسكان محافظة القدس التاريخية، بحيث تحول كل الحالات إلى مشفى المقاصد. وحول ما يمكن أن تقدمة الدوحة لمشفى المقاصد من خبرات وتعاون صحي وميزانية تشغيلية وما تم من لقاءات بين وفد جمعية ومشفى المقاصد مع المسؤولين عن الصحة في الدولة، قال الدكتور أبولبدة «إن الزيارة التي قمنا بها إلى دولة قطر الشقيقة كانت بترتيب وتنسيق واستضافة الهلال الأحمر القطري، وقد أجرينا عدة لقاءات مع مسؤولين في دائرة التنمية الدولية في وزارة الخارجية، وكان اللقاء جيدا ومثمرا، كما قابلنا مسؤولين من مؤسسة الشيخ عيد للخدمات الخيرية وقد وعدونا خيرا من ناحية الدعم بالأجهزة الطبية كما قابلنا المدير التنفيذي للتنمية الدولية في مؤسسة قطر الخيرية السيد جاسم سالم، والسيد صالح المهندي المدير التنتفيذي للهلال الأحمر القطري وقدمنا له عدة مشاريع، وكذلك قابلنا بعض الزملاء في مؤسسة حمد الطبية». وأضاف مدير مشفى المقاصد بسام أبولبدة أن الاحتياجات تتركز في مجالين مهمين أولهما المصاريف التشغيلية وهي تكاليف الأدوية والمستهلكات الطبية التي تبلغ تسعة ملايين دولار سنويا.. كما قدمنا مشاريع بقيمة مليونين وثلاثمائة ألف دولار من أجل جلب أجهزة مختلفة التخصصات في المشفى من أجل تجديد ما هو موجود بسبب تلف بعض الأجهزة وقِدَمها في بعض الأقسام، وتم تقديم المشاريع للجهات المختلفة ويوجد هناك وعود بالدعم ونرجو أن تثمر. وحول دعم لجنة القدس التابعة لوزارة الخارجية للمشاريع في مشفى المقاصد وفي مدينة القدس عموما قال أبولبدة إن لجنة القدس قدمت بعض الدعم لمشفى المقاصد ومن ضمنها تجديد أحد أقسام المشفى، وكان الدكتور عرفات الهدمي رئيس جمعية المقاصد عضوا في اللجنة وحضر إلى قطر في عهد المرحوم فيصل الحسيني وقد قابل حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وقد تم بعد ذلك تجديد أحد أقسام المشفى وكذلك تجهيز المشفى بوحدة للتصوير الطبقي، وأضاف الدكتور أبولبدة أنه تم فتح اتصال مع الهلال الأحمر القطري وتم تمويل إنشاء وحدة العلاج اليومي في المشفى. من جانبه أكد يحيى منير الرفاعي، مدير دائرة العلاقات العامة في مشفى المقاصد، أن الهدف الأساسي من الزيارة هو توطيد العلاقة مع قطر ومؤسسات الدولة القطرية ومؤسساتها ومع الشعب القطري وكذلك للتعريف بمشفى المقاصد ومناشدة الإخوة في قطر لإنقاذ مؤسسة المقاصد الخيرية في القدس، وأضاف الرفاعي أن مشفى المقاصد هو مشفى خيري وغير حكومي وغير ربحي ويقدم خدماته لكل أبناء الشعب الفلسطيني دون أي تمييز. وقال الرفاعي إن المؤسسة ومشافيها تقدم العلاج لحوالي مائة ألف مواطن فلسطيني في العام، حيث يبلغ عدد الأَسِرَّة في المشفى 250 سريرا بينما يبلغ عدد الموظفين 750 موظفا وهو مستوى الأنظمة والقوانين العالمية، و%60 من دخل مشفى المقاصد هو من تحويلات وزارة الصحة الفلسطينية لأهالينا في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأكد الرفاعي وجود عجز يبلغ بين %10 إلى %20 في كل تحويلة من تحويلات وزارة الصحة الفلسطينية بما يؤثر سلبا على المشفى الذي يقصده الفقراء والمحتاجون لإجراء العمليات. وأضاف: «إننا نخسر ماديا في العمليات والخدمة الطبية وعلى سبيل المثال تكلف عملية القلب المفتوح ما يعادل ثمانية آلاف دولار بينما يصل من وزارة الصحة ما يقارب ستة آلاف دولار، وهذا يعني أن المشفى يخسر ألفي دولار من كل عملية وذلك بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به الشعب الفلسطيني خاصة في القدس التي لا يستطيع دخولها أحد من الضفة أو غزة إلا بتصريح». وأضاف الرفاعي أن هذا العجز قبل عام 1990 كان يغطى من قبل دولة الكويت الشقيقة ونحن نشكرها على ذلك وذلك بمعدل مليون دولار شهريا.. أما الآن فنحن في ضائقة مالية وتبلغ مصاريفنا التشغيلية اليوم 3.7 مليون دولار شهريا بينما يبلغ الدخل 3و2 مليون دولار وهذا يضعنا في عجز يبلغ أكثر من مليون دولار شهريا وستة عشر مليون دولار سنويا، ونحن اليوم في دولة قطر الشقيقة نناشد حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وسمو ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه، ومعالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.. ونناشد أهلنا وشعبنا في قطر إنقاذ هذه المؤسسة ثم مساعدتها حتى تستمر مسيرة تقديم الخدمة الصحية المميزة للشعب الفلسطيني كافة ولمدينة القدس خاصة. وحول الأصول العقارية للجمعية وللمشافي وتعرضها لمضايقات الاحتلال قال الدكتور الرفاعي إن المؤسسة وأصولها هي وقف إسلامي والإسرائيليون لا يتعرضون للوقف الإسلامي مباشرة بل بطريقة التحايل ولكن المشفى وكافة العقارات مسجلة في دائرة الأوقاف الإسلامية وأي عقار تمتلكه جمعية المقاصد يسجل في تلك الدائرة كي لا يمتلك أي شخص إمكانية التصرف بتلك الأصول.
بيانات العضو
pilot
كابتن منتدى الطيران
معلومات العضو
رقم العضويه : 535عدد المساهمات : 3104التقييم : 54304السٌّمعَة : 41الجنسية : kingdom of bahrainتاريخ التسجيل : 29/03/2011العمل/الترفيه : co-pilot
معلومات الاتصال
موضوع: رد: 16 مليون دولار حجم العجز السنوي 4/1/2012, 3:11 am