أصدرت هيئة التعليم بالمجلس الأعلى للتعليم، تعميما لجميع المدارس تضمن الآليات والممارسات الواجب تنفيذها لتعزيز الانتماء للعلم القطري واحترامه والافتخار به في المناسبات الوطنية والعلمية والعالمية والوقوف له في حالة انتباه للتحية، لما له من احترام وتقدير، وذلك تعزيزا لقيم المواطنة انطلاقا من دورها في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.
ودعت الهيئة جميع المدارس المستقلة إلى الاحتفاء بالعلم الوطني للدولة وجعله مرفرفا على صواري المدارس وهو في أفضل حالاته، مع التقيد بكل ما يكفل سلامة العلم وحفظه مما يشينه أو يتلفه، وتغييره كلما دعت الحاجة عند تأثره بالظروف الجوية وغيرها مما يؤثر في تغيير اللون.
وحددت هيئة التعليم آليات تغيير العلم والمحافظة عليه، حيث أهابت بجميع المدارس الالتزام بتغيير العلم القطري الموجود بالمدرسة بواقع مرة واحدة كل شهر وفقا لنوع الخام المستخدم حاليا في المدارس، مشيرة إلى أنه سيتم تزويد كل مدرسة بعدد عشرة أعلام وتدريب المدرسة على آلية رفع وإنزال العلم ليتم بالتالي تدريب الطلاب على ذلك.
واقترحت على المدارس بعض المعايير التي يتم على أساسها اختيار الطالب الذي يكرم برفع العلم، على أن يتم اختيار طالب مختلف كل شهر. ومن هذه المعايير حسن الخلق والالتزام بقوانين المدرسة والالتزام بالدوام الدراسي من حيث الحضور والانصراف وعدم التأخير، وأن يكون المستوى التحصيلي للطالب جيد جدا فأكثر، وأن يكون للطالب مواقف ريادية تستحق التكريم، على أن يتم تدريبه على ذلك ضمن خطة التدريب العام لجميع الطلبة. ويتم هذا التكريم بحضور جميع الطلاب ويتم أداء النشيد وتحية العلم.
وطالب التعميم المدارس بالالتزام بتوقيت تغيير العلم شهريا في مراسم ضمن احتفالات دورية لتكريم الطلاب المتميزين، وتعزيز مكانة العلم في المجتمع المدرسي من خلال الأنشطة والبرامج القيمية التي تقوم بها المدرسة، وإعداد خطة إجرائية لتعزيز حب واحترام العلم القطري والنشيد الوطني لدى الطلاب.
وأهابت الهيئة بجميع المدارس اتباع الممارسات التي تعزز العلم الوطني بعدم ملامسته للأرض عند إنزاله، وضمه إلى الكتف وفي حال الحاجة لتنزيله لأي سبب مراعاة أن يطوى العلم بحيث يكون شكله مرتبا، ما من شأنه ترسيخ الروح الوطنية العالية والانتماء القوي بما يكفل تربية مواطنين صالحين.
وأعرب عدد من أصحاب التراخيص ومديري المدارس عن شكرهم لهيئة التعليم والمجلس الأعلى للتعليم لحرصهم على تعزيز مكانة علم الدولة وضرورة المحافظة عليه وإبرازه بشكل يليق بالعلم ومكانته.
وأشادوا بالآليات الجديدة والمعايير التي حددتها الهيئة بشأن رفع وإنزال العلم، مشيرين إلى أن الآليات السابقة قد تكون اجتهادات فردية من قبل إدارات المدارس في رفع وإنزال وتغيير العلم، لكن الآليات الجديدة هي مفهوم واضح للمدارس بضرورة التقيد بها لغرس المفهوم الوطني وتعزيز الولاء والانتماء.
وقالت السيدة مريم العوضي صاحبة الترخيص مديرة مدرسة زينب الإعدادية المستقلة للبنات إن المعايير والآليات الجديدة تعزز من روح التنافسية بين المدارس لاحترام العلم وترسيخ قيم الإحساس به والانتماء إليه والافتخار به كونه رمزا للدولة، وتعرف الطالب بقيم العلم الوطني ومدلولاته من حيث التصميم والألوان وغير ذلك.
وقالت إن نظرة الطلاب والمعلمين وإدارة المدرسة وكل عضو بالمدرسة للعلم تغيرت بشكل كبير بعد هذا التعميم، حيث كانت مراسم تحية العلم ورفعه وإنزاله ممارسات روتينية، غير أن المعايير والآليات الجديدة أحيت لدى الجميع روح الإحساس بالعلم وقيمه ومدلولاته.
وأضافت أن تغيير العلم ورفعه وإنزاله سيكون نوعا من التكريم للطلاب الملتزمين والمتفوقين، ما سينمي روح التنافس بين الطلاب ويحفزهم على التفوق والتميز لنيل شرف رفع العلم. كما سيكون أيضا تكريما للقسم الذي يشرف على مراسم التغيير، حيث سيكون هناك تنافس أيضا بين الأقسام كأن يتم مكافأة قسم معين على تميزه بالإشراف على رفع وإنزال العلم.
أما السيدة سلوى الكواري مديرة مدرسة الكوثر الثانوية المستقلة للبنات، فأوضحت أن جماعة الكشافة هي من كانت تتولى في السابق مسؤولية تغيير ورفع وإنزال العلم، لكن التعميم الجديد من شأنه إشراك جميع الطالبات في هذه المراسم تعزيزا لروح الانتماء وقيم المواطنة، وستكون حافزا لهن على التميز والالتزام لنيل شرف المشاركة في مراسم تغيير العلم.
وأشادت بزيادة أعداد الأعلام المخصصة لكل مدرسة، حيث إن تخصيص عشرة أعلام سيتيح تغيير العلم بشكل دوري، ما يحافظ على شكل العلم سليما زاهيا الألوان، مشيرة إلى أنه في السابق كان يتم تغيير العلم مرة كل عام أو على الأكثر مرتين في العام، لكن زيادة الأعلام المخصصة للمدارس ستتيح تغييره بشكل دوري كل شهر.
واعتبرت أن الفائدة من هذه المعايير الجديدة لرفع العلم وإنزاله لن تعود على الطلاب والطالبات فقط، وإنما سيستفيد منها المعلمون والمعلمات والكادر الإداري وجميع العاملين بالمدرسة، ما سيكون توعية شاملة للمجتمع بقيمة العلم ومكانته في نفوس المواطنين.
من جانبه أكد السيد جميل الشمري صاحب ترخيص والمدير العام لمدرسة أحمد بن حنبل الثانوية المستقلة للبنين أن احترام العلم واجب وطني على كل من يعيش على هذه الأرض، ويجب أن يعلم الطالب بأن كل علم له مدلولات وطنية وسياديه، فاحترام العلم احترام للدولة، معربا عن شكر لهيئة التعليم والمجلس الأعلى للتعليم لحرصه على تعزيز مكانة علم الدولة وضرورة المحافظة عليه وإبرازه بشكل يليق به ومكانته.
وقالت إن الآليات التي كانت متبعة سابقا في تغيير ورفع وإنزال العلم قد تكون اجتهادات فردية من قبل إدارات المدارس، لكن الآليات الحديثة هي مفهوم واضح للمدارس بضرورة التقيد بها لغرس المفهوم الوطني وتعزيز الولاء والانتماء.
وأعرب عن أمله في أن يتقيد الجميع بتغيير رفع العلم مرة كل شهر وفقا لآلية منظمة، وضرورة رفع الطالب للعلم أمام زملائه الآخرين بحضور إدارة المدرسة والهيئة التدريسية والإدارية، معتبرا أن الإجراءات الجديدة من شأنها تعزيز التكاتف بشكل منظم وترسيخ قيم الولاء والانتماء والتكاتف والعزة بين جميع أفراد وشرائح المجتمع. وقال: «علينا جميعا الاهتمام بذلك لأن الطالب اليوم هو مستقبل الغد».
وقال إن من يرفع العلم يجب أن يكون قدوة لإخوانه الطلبة الآخرين، من حيث الالتزام باتباع التعليمات وحسن الخلق وكذلك من الطلبة الملتزمين سلوكيا والمتفوقين علميا. وهذا يمثل تنافسا شريفا بين الطلبة لأن من يرفع العلم له من الاحترام والتقدير الشيء الكبير لدى الجميع.
بدوره اعتبر السيد عبدالله شمس المدير العام لمدرسة قطر التقنية الثانوية المستقلة أن هذا الاهتمام من قبل هيئة التعليم والمجلس الأعلى للتعليم بتعزيز قيم العلم الوطني سيخرج بالعلم من حيز الروتينية إلى حيز الاهتمام بقيمه ومدلولاته الوطنية، حيث ستعرف الطلاب والمعلمين وإدارة المدرسة والمجتمع المدرسي كاملا بهذه القيم، وستفتح مجالات كثيرة للطلاب ثقافية وتعليمية واجتماعية ونشاطية داخل وخارج المدرسة، كما أنها ستعزز قيم التميز والالتزام والتفوق العلمي بين الطلاب لنيل شرف المشاركة في مراسم رفع وإنزال وتغيير العلم.